إسبانيا تحذر المغرب من تكرار سيناريو هجوم سوسة الإرهابي

كان الهجوم الإرهابي على مدينة سوسة التونسية والذي أودى بحياة 38 شخصا أغلبهم من السياح، بمثابة ناقوس خطر بالنسبة للأجهزة الأمنية الإسبانية والمغربية حسب ما أكده الموقع الإسباني "إلكونفيدونسيال" والمعروف بقربه من مصادر القرار في مدريد.

وكشف الموقع الإسباني أن أجهزة مخابرات الجارة الشمالية للمملكة قد رفعت من درجة تأهبها لمراقبة السواحل، بعد أن توفرت لديها معلومات حول إمكانية وصول عناصر متشددة عبر السواحل للقيام بعمليات إرهابية على غرار هجوم سوسة التونسية، وزاد نفس المصدر أن السلطات الإسبانية وجهت تحذيرا للمغرب مفاده أن المملكة قد تواجه أيضا هذا النوع من المخاطر.

وأكدت مصادر أمنية إسبانية أن التنسيق بين مخابرات البلدين قد بلغ أقصى مراحله، وذلك لمراقبة السواحل والحؤول دون وصول قوارب مجهولة إلى الشواطئ المغربية أو الإسبانية، وقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتشديد الخناق على القوارب التي تستعمل في التهريب بين البلدين.

وتخشى الأجهزة الأمنية الإسبانية من استخدام أحد المقاتلين المنتمين لتنظيم داعش لزورق سريع للوصول إلى الشواطئ المغربية أو الإسبانية، وتنفيذ عملية إرهابية، وهو ما دفعها إلى الرفع من درجة مراقبة السواحل وذلك بالتنسيق مع المغرب، "لأن أي فشل في عملية المراقبة ستكون له نتائج خطيرة" حسب تصريح مصدر أمني للموقع الإسباني.

وقامت إسبانيا بتعبئة موارد بشرية وتقنية لمراقبة سواحلها، ووضعت مخططا للتدخل السريع في حال الاشتباه في أي قارب مجهول يقترب من الشواطئ الإسبانية، بل إن المملكة الإيبيرية أصبحت تعتبر مراقبة حدودها البحرية أولوية في سياستها لمحاربة الإرهاب، ما جعل الداخلية الإسبانية تفتح تحقيقا داخليا لمعرفة مصدر القارب الذي وجد في إحدى الشواطئ الإسبانية وكان محملا بالأدوية دون أن يكون على متنه أي شخص.

وأكدت مصادر من الداخلية الإسبانية، أن هذه الأخيرة تشتغل مع المغرب لتعزيز مراقبة السواحل الفاصلة بين البلدين، مضيفة بأن المغرب قام بتوفير جميع الإمكانيات الضرورية للحد من أنشطة تهريب المخدرات عبر البحر، ما جعل مافيات تهريب المخدرات تجد صعوبة للتنقل بين إسبانيا والمغرب، "لكن هذه المافيات دائما تبتكر طرقا جديدة للتهريب لهذا فنحن نطور من تعاوننا في هذا المجال حتى لا يقع أي خطأ" يشدد مصدر من الداخلية الإسبانية.

كما تحاول الأجهزة الأمنية في البلدين الحد من الهجرة السرية، لأن هناك تخوفا بأن يتم زرع عناصر إرهابية في قوارب الهجرة السرية للوصول إلى السواحل الإسبانية.