المغاربة ينعشون مدنهم السياحية في الصيف



بث المغاربة الروح في المدن السياحية الساحلية والداخلية ببلادهم في الصيف الحالي، في سياق متسم بتراجع وتيرة إقبال السياح الأجانب منذ بداية العام، في ظل الاضطرابات السياسية والأمنية التي شهدتها دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونشر المجلس الجهوي للسياحة بأكادير أول أمس تقريرا يشير إلى إقبال المغاربة على المدن السياحية. حيث وصل عددهم في يوليو/تموز نحو 32 ألف سائح، بزيادة 13.9 ألف سائح مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، رغم تزامن يوليو مع شهر رمضان.
وبلغ عدد إجمالي السياح المحليين والأجانب الذين زاروا أكادير في يوليو 83.3 ألف سائح، مقابل نحو 65 ألفا في الشهر ذاته من العام الماضي، حيث تراجع إقبال السياح الألمان والإيطاليين والروس، فيما ارتفع عدد السياح الفرنسيين والإماراتيين والسعوديين والجزائريين والتونسيين.
ويتأكد دور السياح المحليين في إنعاش السياحة بمدينة أكادير التي تعتبر ثاني مدينة سياحية في المغرب بعد مراكش، عند تناول عددهم خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجاري، حيث وصل إلى 159.5 ألف سائح، بزيادة 14.43% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
ولا يقل الإٍقبال الذي تعرفه مدينة مراكش عما تعرفه مدينة أكادير. فرغم ارتفاع درجات الحرارة في المدينة التاريخية، إلا أن الأسر المغربية تقبل عليها بكثرة في الفترة الأخيرة، إلى درجة أضحى أصحاب الفنادق، يستحضرون أهمية الساحل المغربي، الذي كان غائبا عن اهتماماتهم في الأعوام السابقة، كما يلاحظ ذلك، أمين تنغريني، الذي يعمل في أحد الفنادق الكبرى بالمدينة. 

ويؤكد عبد العزيز بنحمو، المرشد السياحي بمنطقة توبقال بمراكش، على كثرة الإقبال على المناطق السياحية المجاورة منذ نهاية شهر رمضان، خاصة في أغسطس/آب الجاري، الذي يعرف عددا من العطل الرسمية، التي تدفع الأسر المغربية إلى اللجوء إلى المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة الحمراء كما تُعرف لدى المغاربة.
ودفعت التنقلات المكثفة التي تعرفها فترة الصيف، شركة المكتب الوطني للسكك الحديدية، إلى إطلاق برنامج جديد، يتضمن تشغيل 250 قطارا في اليوم، وذلك بسبب تعزيز العرض الذي تقدمه في مدن الدار البيضاء والرباط وفاس وطنجة ووجدة والناظور، التي تعرف إقبالا كبيرا في هذه الفترة من العام.
وتذهب جمعيات عاملة في مجال حماية المستهلك، إلى أن الإقبال الكبير الذي تعرفه مدن داخلية وساحلية مغربية في شهري يوليو وأغسطس، يفضي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، خصوصاً في المدن التي لا تتوفر على قدرات كافية لإيواء السياح المحليين.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة نشرتها أول أمس الأربعاء، حول مؤشر أسعار المستهلكين بالمغرب إلى أن أسعار الفنادق والمطاعم، ارتفعت في المغرب 2.4%، في السبعة أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وعبر المكتب الوطني المغربي للسياحة، عن تطلعه إلى رفع ليالي مبيت السياح المحليين من 27% إلى 40%، وهو ما يستدعي، كما عبّر عن ذلك مديره العام، عبد الرفيع زويتن، إحداث عرض فندقي يراعي القدرة الشرائية للأسر المغربية، وتوفير شقق وقرى سياحية بأسعار لا تتجاوز 50 دولارا للأسرة الواحدة في الليلة.
ودعا المكتب التابع لوزارة السياحة المستثمرين إلى السعي لإتاحة هذا الصنف من العرض السياحي، الذي سبقت المغرب إليه بلدان مثل فرنسا، حيث يتوفر السياح المحليون على إقامات تراعي قدرتهم الشرائية، مشددا على أن إيلاء الاهتمام للسياح المحليين لا يفترض أن يأتي من أجل مواجهة تراجع السياح الأجانب في علاقة بما تعرفه دول الجوار من اضطرابات سياسية وأمنية.
alaraby.co

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

عاجل ... مصرع فتاة وإصابة أربعة شبان بجروح بليغة إثر سقوط سيارة من قصبة أكادير أوفلا

شاهد.. أسرة سعودية بالكامل تودع خادمتها بالدموع والأحضان بعد 33 عاماً من عملها معهم