مرصد السياحة: كيف نجلب السوق الروسية لبلادنا؟



تناول  المرصد السياحي خلال مائدة مستديرة بالدرس واقع السوق السياحية الروسية وآفاقها بالنسبة لتونس بحضور سفير تونس في موسكو علي القوتالي والمدير العام لديوان السياحة عبد اللطيف حمام.
وتطرق المرصد إلى أهمية السوق السياحية الروسية والإمكانيات الكبيرة التي تختزنها والتي يمكن للوجهة التونسية الاستفادة منها بشكل كبير. ودعا رئيس المرصد عفيف كشك إلى عدم اعتبار السوق الروسية بديلا للأسواق السياحية الأوروبية بل من المهم اعتبار روسيا سوقا كاملة المعالم يمكن أن تكون واجهة أخرى للسياحة التونسية التي تحاول اليوم البحث عن التنوع حتى لا تبقى رهن السوق الأوروبية .
والجدير بالملاحظة أن السوق الروسية ذات 143 مليون نسمة عرفت طاقتهم الشرائية في السنوات العشر الماضية تطورا كبيرا باتت تدفع الروسي إلى مماثلة نظيره الأوروبي في الاستمتاع بالطفرة الاقتصادية لبلاده وتدفع إلى السياحة كمظهر من مظاهر الرخاء الاقتصادي للمواطن. ولا تمثل السياحة الروسية اليوم في السوق التونسية إلا 5.1 بالمائة أي ما يعادل 262 ألف سائح سنويا، من اجمالي 8 ملايين سائح روسي يزورون أبرز الوجهات السياحية المتوسطية حيث تبقى تركيا في الصدارة بأكثر من مليون ونصف المليون سائح سنويا.
وأشار المصدر إلى أبرز محبطات الوجهة التونسية بالنسبة للروس ومنها غياب خطة إعلامية واتصالية كبيرة قادرة على جلب اهتمام السائح الروسي بخصائص الوجهة التونسية وأهمية منتوجها البحري وكذلك المداواة بمياه البحر الذي يعد منتوجا مرغوبا فيه بشكل كبير من الروس . كما أن غياب ربط جوي مباشر مع أهم الوجهات الروسية زاد من المشكلة تعقيدا، فيما لا تمثل المسالة الأمنية شانا مثبطا للسفر وإن كانت ضرورية.

إن محدودية الميزانية الترويجية للوجهة التونسية على روسيا في الوقت الذي تمثل فيه المنافسة الشرسة للوجهات الأخرى لبلادنا في المتوسط تدعو اليوم إلى وجوب الاهتمام بهذه السوق الكبيرة وإن كانت اليوم تعاني من أوضاع اقتصادية غير ملائمة نتيجة الأزمة الأوكرانية إلا أن العمل المنظم والمستمر على الوجهة والبدء بوضع ربط جوي منتظم قادر في سنوات قليلة أن يجعل من تونس وجهة مميزة للروس كما أكد العديد من المشاركين في المائدة حاثين ديوان السياحة على إيلاء الوجهة الروسية الاهتمام المميز عبر ضخ أموال مهمة في الميزانية الترويجية ومعاضدة جهود الوكالات التونسية العاملة على هذه السوق لشد أزرها .واستحسنوا قرار الخطوط التونسية فتح ممثلية لها في موسكو.
سفير تونس في روسيا، أكد في مداخلة أن روسيا استعادت موقعها كقوة دولية ودورها فعال في تشكيل النظام العالمي الجديد، وأن والأزمة الاقتصادية والسياسة الحالية ظرفية وينتظر روسيا مستقبل أكبر من خلال تحالفها مع دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين و جنوب أفريقيا) خاصة بعد إنشاء صندوق نقدي جديد لمحور روسيا والصين وهذا سيعجل بعودة النمو الاقتصادي لهذه القوة الدولية الرائدة دوليا مع استئناف النمو الاقتصادي قريباكما أشار السفير.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

عاجل ... مصرع فتاة وإصابة أربعة شبان بجروح بليغة إثر سقوط سيارة من قصبة أكادير أوفلا

شاهد.. أسرة سعودية بالكامل تودع خادمتها بالدموع والأحضان بعد 33 عاماً من عملها معهم